إرث إكسبو 2020 دبي المؤثر والمستدام
منذ فوز دبي بحق استضافة إكسبو الدولي للعام 2020، كان التخطيط للموقع بعد إكسبو وما زال، جزءاً رئيسياً من كل مراحل البناء والتطوير لنضمن أن تكون هذه الوجهة إنجازاً مستمراً لدولة الإمارات العربية المتحدة، حتى بعد فترة طويلة من إقامة إكسبو دولي استثنائي.
والآن، كشفنا النقاب عن رؤيتنا وخططنا المستقبلية للموقع بعد إكسبو.
لتعرفوا "ماذا بعد؟" يرجى زيارة district2020.ae
إرث مستدام
يلتزم إكسبو 2020 دبي ببناء إرث مستدام يمتد أثره وفوائده إلى خارج حدود دولة الإمارات العربية المتحدة وتستفيد منه المنطقة والعالم بأسره. يتطلع إكسبو 2020 دبي إلى تأسيس إرث زاخر يجسد روح إكسبو وموضوعه الرئيسي "تواصل العقول وصنع المستقبل"، ويعيش لعقود بعد الأشهر الستة التي يقام فيها إكسبو 2020 دبي.
بدأ التخطيط للإرث منذ أولى مراحل الإعداد لإكسبو نفسه، وذلك من أجل التوسع في تأثير الفرص إلى أقصى درجة لتحقيق فوائد كثيرة على المدى القصير والمتوسط والبعيد. وقد صُمِّم إطار عمل التخطيط للإرث بما يضمن أن تحقق أهداف الإرث أكبر أثر إيجابي في الدولة المضيفة والمشاركين والزوار والمجتمع.
وتتلخص رؤيتنا من أجل تحقيق أقصى استفادة من استضافة إكسبو 2020 دبي، في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي محلياً وإقليمياً وتعزيز صورة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي دولياً وتحفيز الشباب على تحقيق طموحاتهم وتعزيز الأثر الثقافي في المنطقة.
الإرث الاقتصادي
سيسهم إكسبو 2020 دبي في تعزيز الفرص الاقتصادية في صورة توفير فرص تجارية جديدة، وزيادة إجمالي الناتج المحلي، وخلق فرص عمل في مختلف أنحاء المنطقة. وسنسعى إلى تعزيز هذه الفرص عبر مراحل إكسبو المختلفة.
ستسهم الفوائد والقيم الناشئة من استضافة إكسبو في دعم التنوع الاقتصادي وتقوية المجالات الحالية الموجودة بالفعل في الإمارات العربية المتحدة. وستولِّد هذه الفوائد والقيم كذلك أثراً مضاعفاً ليس في الاقتصاد الوطني وحسب، بل وفي المنطقة بأسرها أيضا وسيستمر هذا الأثر لما بعد 2020.
وانطلاقا من إدراكنا لقدرات إكسبو ودوره في دعم النمو الاقتصادي محليا وعالميا، فإننا ندعم توفير الفرص قبل إقامة إكسبو 2020 دبي. وهذا من شأنه أن يسهم في تحقيق العديد من الفوائد والقيم عبر تعزيز ريادة الأعمال ومساعدة الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة على النمو، وتوسيع نطاق العمل كي يكون لذلك كله أثر إيجابي في الاقتصاد الإقليمي على مر السنين
.
ويتضمن ذلك تخصيص 20% من مجمل إنفاق إكسبو المباشر وغير المباشر، أي ما يعادل خمسة مليارات درهم في صورة تعاقدات مع الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية منها والدولية.
سعياً إلى الاستفادة من قوة العمل المشترك في نظم ريادة الأعمال، أبرم إكسبو 2020 دبي في عام 2016 شراكة مع ومضة- وهي منصة هدفها تسريع ريادة الأعمال في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- لإطلاق العنان لفرص النمو الاقتصادي؛ وذلك تحت مفهوم ريادة الأعمال التعاونية.
تسعى هذه المبادرة إلى تعزيز الشراكات بين المؤسسات الكبرى والشركات الناشئة، وهو ما من شأنه أن يعود بالنفع على جميع الأطراف ويمكنهم من مواصلة الابتكار والنمو وتوسيع نطاق النشاط. ولكي يتسنى تقييم التوجهات الرئيسية والعوائق التي تعترض طريق التعاون، نُشر تقرير بحثي متعمق يضم توصيات مستندة إلى تعليقات أكثر من 120 من القادة في مجال الأعمال و800 شركة ناشئة في المنطقة.
أُعد ضمن مبادرة ريادة الأعمال التعاونية كتيب أدوات المؤسسات لريادة الأعمال التعاونية بهدف توفير الإرشاد للمؤسسات الكبرى بشأن هذا المفهوم من أجل إطلاق العنان للطاقات الكامنة للتعاون وبناء زخم لحركة ريادة الأعمال التعاونية. ويمكن التوسع في هذا المفهوم ليشمل الحكومات والمؤسسات الأكاديمية في تفاعلها مع الشركات الناشئة.
موقع ريادة الأعمال التعاونية
الإرث المادي
سيكون موقع إكسبو 2020 دبي منصة تنطلق منها التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعد انتهاء فعالياته. وليتسنى ذلك، تضافرت الجهود لتطوير خطتنا الرئيسية بهدف إنشاء منصة للمستقبل.
سيتم الإبقاء على أكثر من 80% من الاستثمارات عقب انتهاء فعاليات إكسبو 2020 حيث ستصبح هذه الاستثمارات بيئة حاضنة للتكنولوجيا الناشئة- مثل البيانات الضخمة والواقع المعزز وإنترنت الأشياء- التي ستدعم التنافسية طويلة المدى للمجالات الاستراتيجية الخاصة بالإمارات العربية المتحدة؛ بما فيها الخدمات اللوجستية والنقل والسفر والسياحة والإنشاءات والعقارات والتعليم. وستتطور هذه الجوانب جميعا لتصبح نظاماً تعاونياً شاملاً للشركات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال حيث يجري تمكين الإبداع وتوليد الأفكار.
وستكتمل هذه البيئة بعناصر اجتماعية وثقافية مثل المؤسسات الأكاديمية والمتاحف وأماكن استضافة المناسبات ومنشآت بارزة، وتجمعات سكانية متكاملة وفنادق ومتاجر للتجزئة- وهو ما سيحولها إلى مقصد جذاب نابض بالحياة للعمل والترفيه والعيش والتعلم.
إرث السمعة
سيحتفي إكسبو 2020 دبي بالشمول والتنوع والتفاهم الثقافي والتعاون بين الدول- وهذه عناصر تشكل جوهر إرث السمعة الخاص بإكسبو 2020 دبي.
وبنجاحها في استضافة أول إكسبو دولي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ستستعرض دولة الإمارات العربية المتحدة قدرتها على جمع العالم تحت راية إكسبو لتحقيق التعاون من أجل تسهيل تبادل الأفكار على مستوى العالم وتعزيز التفاهم المشترك عبر الحدود والعمل على تجاوز التحديات التي يواجهها العالم، تجسيدا لشعار "تواصل العقول وصنع المستقبل".
سيكون إكسبو 2020 دبي دليلاً حياً للعالم على التنوع الذي تضمه الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
الإرث الاجتماعي
إلى جانب المزايا المادية والاقتصادية التي ستنشأ من استضافة إكسبو 2020 دبي، هناك فوائد أخرى غير مادية أيضاً تتمثل في تبادل المعرفة وإطلاق شرارة الابتكار ورفع مستوى الوعي بالموضوعات الفرعية، وتوطيد الترابط الاجتماعي وزيادة الفخر والاعتزاز الوطني، والأهم من ذلك كله تأسيس رأس المال البشري بالتمكين والشمول.
ولكونه أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، فقد صار إكسبو 2020 دبي مصدر فخر واعتزاز لشعب الإمارات العربية المتحدة والمنطقة كلها ومحفزاً لطموحات الشباب.
سيعمل إكسبو 2020 دبي، عن طريق برامجنا وفي أوج فعالياته، على رفع مستوى المعرفة والوعي بالموضوعات الفرعية: الفرص، والتنقل، والاستدامة؛ وسوف يكون محفزاً للتعليم وتطوير المهارات والابتكار أثناء العمل المشترك وتواصل العقول من أجل التغلب على التحديات العالمية.
سنتواصل مع المبدعين من أنحاء العالم ومن مختلف المجتمعات بغرض إطلاق طاقاتهم الكامنة وتشجيعهم على التعاون والإبداع والابتكار في أكثر القضايا التي نواجهها إلحاحا.
وفي رحلة التحضير لإكسبو 2020 دبي سيكون لهذه الابتكارات وقع في أنحاء العالم وستسهل مزيدا من التعاون الدولي للوصول إلى حلول للتحديات المشتركة التي تواجهنا.
يوفر إكسبو 2020 دبي منصة فريدة للشمول والابتكار الفني والثقافي المشترك. وتسعى كثير من برامجنا الثقافية والمبادرات إلى تعزيز أهمية الثقافة المحلية والإقليمية والتاريخ والتقاليد وتعزيز الفهم الثقافي للإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية. وبالمثل، ستعطى الدول المشاركة الفرصة لوضع ثقافاتها وتراثها على ساحة عالمية- كي نتمكن سويا من خلق إرث ثقافي ملهم للإمارات العربية المتحدة والدول المشاركة والعالم.